عسوا أولكار الراعي الذي استمات في الدفاع عن الغابة… ( قصة حقيقية)

admin16 مايو 2022Last Update : 3 سنوات ago
admin
اقلام حرةميدلتميدلت بوست TV
عسوا أولكار الراعي الذي استمات في الدفاع عن الغابة… ( قصة حقيقية)

أََوْجا نْيِزْم، يعني بالأمازيغية مرتع الأسد، أسد الأطلس الذي استوطن ذات يوم غابات الأطلس، وتسيد مملكة الوحيش في كل السلاسل الجبلية الشاسعة بمختلف انواعها واصنافها. اوجا نيزم مكان لا يبعد عن ميدلت إلا ببضع كلمترات. عاش به ملك الغابة، او ما يسمى بأسد الأطلس وهو نوع أصيل متفرد. يعتبر من أجود أنواع سُلالات الأسود عبر العالم. كان يتميز بالضخامة، الرشاقة، وكثافة شعر المقدمة مع قوة الافتراس… حسب ما روي و يروى من قصص متواثرة الى حدود اليوم سلفا عن خلف: أن لا أحد كان يجرؤ على الاقتراب من الغابات أو الاعتداء على حرمتها، حينما كان اسد الأطلس يعيش فيها. فقد كانت جل جبال المغرب بما فيها جبال ميدلت غابات كثيفة، صعبة الإختراق مشيا على الأرجل أو ركوبا على الدواب…وقد تبث في العديد من كتب ومذكرات جواسيس فرنسا قبل الاستعمار ذِكرهم لهذه المعلومات. لكن منذ النصف الثاني من القرن الماضي، بدأ استنزاف الغابة بشكل رهيب، وبشكل غير مسبوق وفي هذا الصدد، ونظرا للمجهود الذي قام به أحد الرعاة بالغابات المحادية لميدلت من اجل حمايتها وتكريما لذكراه اليكم هذه القصة التالية: أوْجا نيزم، اشخشاخ، اسم لموقعين تابعين لقيادة أحواز جبل العياشي جماعة ايت ازدك كان يعيش فيها الى وقت ليس ببعيد شيخ نذر حياته لحماية الغابة والدود عنها، شيخ هو الآن في دار البقاء إلا أن ما ترك من انطباع وأثر في المخيال الشعبي سيبقى تاريخا تتناقله الأجيال لعشرات السنين: عسوا أولكار الراعي النبيل الذي دافع عن منطقته الجبلية بشجاعة، وقاتل عنها بشرف، وبشتى الطرق لتبقى مراعي ماشيته وجزء كبير من الغابة المقدرة بعشرات الهكتارات في حالة جيدة، بعيدة ولو إلى حين عن الشاقور والمنشار وعن العصابات المتاجرة في الأخشاب. كان الراعي طول حياته يوصي أبناءه وكل من يلتقيهم بالحفاظ على الغابة وأشجار الغابة لأن ضياع الغابة هو ضياع الساكنة… رغم رحيل الشيخ منذ سنوات، إلا أن صنيعه بالغابة لا يزال على ألسن الساكنة. وبسبب شجاعته بقيت المنطقة التي دافع عنها، الى حدود اليوم خضراء وبها كثافة ملحوظة من الأشجار مقارنة بالعديد من المواقع التي أصبحت جرداء من كثرة الاستغلال العشوائي، وعمليات القطع المشروعة والغير المشروعة. سكان الغابة والمداشر المجاورة يتذكرون هذا الرجل، بمزيد من الفخر والاعتزاز. رجل كان بحق أحد أسود الغابة الشجعان…. ما أحوج غابات الأطلس لمثل هؤلاء الأسود…

حميد الشابل

Breaking News