تستقطب المساحات الخضراء في فصلي الربيع والصيف العديد من الموطنين هروبا من رتابة العمل الاسبوعي والروتين اليومي القاتل، الكامن بين جدران بيوت الاسمنت البكماء، فالحدائق متنفس حقيقي للتنزه واستنشاق الهواء النقي، والاستمتاع بالهدوء والمناظر الطبيعية الجميلة… ميدلت ايقونة مدن الأطلس بالاضافة لضيعات التفاح المحيطة بها. حباها الله بحديقة من أجمل الحدائق في جهة درعة تافيلالت، وهي المسماة بحديقة الشلال، يتوسطها شلال كبير كان ذات يوم فخر المدينة، بمائه المتدفق نهارا، وبأضوائه المتلألئة ليلا. بداخل هذا الصرح الجميل، معلمة عمرانية وتحفة متفردة بالإقليم، وهي دار المنتزه، عبارة عن مقهى ثقافي بيئي يستقبل الزوار في أجواء بيئية ولا اروع…!! مقهى ناذر يحتوي بين أركان بنايته على صور، خرائط طبيعية غنية بتاريخ المنطقة، الخاصة بالأطلس الكبير الشرقي، بما فيه من وحيش، تضاريس، وواحدة من أشهر قمم المغرب وهو جبل العياشي الشامخ. يسهر على هذه الحديقة ثُلّة طيبة من الأبناء البررة لمدينة الجبل والتفاح. ثلة من خيرة أطر ميدلت الذين نذروا جزءا من حياتهم لخدمة البيئة بإلأقليم. فقد عمل هؤلاء الأبطال الذين ينتمون الى جمعية ملوية العليا بيئة بأعضائها السابقين والحاليين. ومنهم من غادرنا إلى دار البقاء طيلة العقدين الاخرين على حماية الغابة، الاعتناء بحديقة الشلال وغيرها من الأنشطة البيئية داخل المدينة وخارجها. ويرجع الفضل في إنشاء الحديقة ودار المنتزه لهذه الطاقات التي عملت وتعمل بصمت. و التي ساهمت في غرس شجرتين عن كل ميدلتي بمركز المدينة وبسفوح جبل العياشي ولنا عودة بالتفصيل لهذا الموضوع… حتى في الحظر الصحي بسبب جائحة كورونا كان بعض أعضاء جمعية ملوية العليا بيئة، يتعهدون يوم بيوم، وبالتناوب الحديقة بالاعتناء، وشذب أغصانها، سقي شجيراتها ونباتاتها، وحمايتها. وفي هذا الاطار دعوة لجيران الحديقة أول المستفيدين من هذه الحديقة الجميلة، بحيث تشرف مساكنهم على طلة من أروع ما يكون… فالمصلحة البيئية للمدينة تقتضي الحفاظ على هذا الكنز الطبيعي الجميل، وذلك بعدم رمي القمامة بداخله والتبليغ عن أي سلوك شائن من أي كان، من شأنه الأضرار بالحديقة ودار المنتزه. جمعية ملوية العلوية بيئة لها صيت وطني ودولي…ولا ينكر خدماتها الجليلة إلا جاحد…
حميد الشابل