الأمطار الأخيرة التي تهاطلت بداية هذا الأسبوع على مدينة ميدلت والضواحي، كان لها بدون شك اثرها الايجابي على الفرشاة المائية وعلى المزروعات الربيعية، الأشجار المثمرة، وعلى كلأ الماشية. كما أدخلت الفرحة في قلوب الساكنة. إلا أنها في نفس الوقت كانت لها للأسف اثار سلبية فضيعة و وٓبٓالا على ثمانية مداشر، التي تقع خصوصا في الجماعة الترابية ايت أمغار، لأن الأمطار في ساعة هطولها الأولى، كانت مصحوبة بحبات البٓرٓد اي ما يسمى ( التبروي )التي أتت على اليابس والأخضر، وقضت على آمال الفلاحين. قوة البرد وحجمه أتلف بالكامل آلاف الأشجار المثمرة ونزع عنها الأزهار والأوراق و جعلها كما لو كانت في آخر فصل الخريف، خاصة أشجار التفاح التي تعتبر في هذه المناطق، عصب الحياة ومصدر رزق وحيد لهؤلاء القرويين. ساعة زمن كانت كافية لتتحول هذه الخيرات الى نقمة ولتكبد أصحاب ضيعات التفاح المعتمدين كليا عليها، خسائر لا اول ولا آخر لها. عشية الثلاثاء 26 ابري 2022 كان يوما اسودا على عشرات الأسر بمدشر ايت بن علي بايت عياش على سبيل المثال لا الحصر، فلم يكن احد يتصور أن مجهوداتهم ستضيع في لحظات قصيرة، وتذهب مع ادراج الرياح. لقد تعبوا واجتهدوا في الاعتناء بالأرض وبالأشجار، تقليب تربة، سقي، تشديب، رش بالمبيدات الحشرية، تطعيم بالاسمدة الطبيعية والكيماوية….وغيرها من العمليات المضنية، و التي تطلبت جهدا كبيرا، ومبالغ مالية مهمة، وفي لمح البصر، الله كريم… في السنوات الأخيرة تعرضت منطقة ايت عياش بإقليم ميدلت وغيرها من المناطق المعروفة بعلوها عن سطح البحر لعواصف رعدية قوية مصحوبة بالبرد، ودائما تكون النتيجة اتلاف اطنان من الغلال والمحاصيل، لذلك تطالب مجموعة من فعاليات المجتمع المدني: بدعم الفلاحين الصغار في هكذا ظروف، او العمل على إيجاد الحلول الكفيلة بالحد من هذه الظواهر الطبيعية التي استفحلت في العقود الأخيرة بسبب التغيرات المناخية وبفعل الاحتباس الحراري. من بين الحلول المقترحة انشاء كاشف حالة الطقس على مستوى كل دوار، وبناء المولدات الحرارية التي تقدف السحب الباردة بالهواء الساخن للحيلولة دون تساقط البرد، كما هو معمول بالضيعات الكبيرة. او تشجيع الفلاحين على استعمال الشباك التي تقي الأشجار من التبروري او على الاقل تأمين المحاصيل الزراعية والغلال… لأن التبروري والصقيع اصبح كل سنة يهدد مواطنوا هذه المناطق في مورد رزقهم ومعيشهم اليومي.
حميد الشابل