مع بائعة هوى.. ؟ ؟ AVEC UNE FEMME DE MAUVAISE VIE.. ??

admin15 أبريل 2022آخر تحديث : منذ سنتين
admin
اخر الاخبارجهاتمجتمع
مع بائعة هوى.. ؟ ؟ AVEC UNE FEMME DE MAUVAISE VIE.. ??

       سبع ساعات من السفر تنتظره، على متن حافلة بين أكادير، وإحدى مدن الصحراء المغربية. بجانبه جلست فارعة الطول، غاية في الجمال، كثيرة الكلام والحركات، عينين زائغتين تجول وتصول يمنة ويسرة( كطرطق في المسكة) .      تأسف على الموقف الذي وُضِع فيه، تذْكرته مرقّمة ولا يستطيع تغيير المقعد..! 
قبل حتى أن تتحرك الحافلة، وإبان جلبة الانطلاق تفحّصته بنظرات مكشوفة، وبعد لحظات بادرته بالسؤال:
     دون مقدمات، عسكري ولا أستاذ..؟؟

أجابها بتحفظ:
معلم…استطردت “بْحال بحال لقد تمت تسمية الجميع بالأستاذ”.
“باينة عليك ماشي سوسي منين البلاد”؟….أجابها بتردد: نواحي الأطلس المتوسط، مبتسمة، “هي ولد البلاد”…
ندم على تلقائيته الساذجة، فسكت ولم يرد..
بعد دقائق معدودة، واصلت طرح الأسئلة دون توقف:
“كِيف عَامْل مع نفحة الطباشير والدراري”؟
“حصلة هذي اشمن حصلة”
مرة اخرى بعد تردد أجابها :
“مزيان ولفتهوم أولفوني..”
استدار في اتجاهها:
لا ينكر أنها جمال رباني ساحر، وأنتِ ماذا تفعلين؟
قهقهت بلطف، و دون خجل ولا تحفظ… أمارس أقدم مهنة وُجدت في التاريخ، عاهرة بلغة الشارع ق…ترجّاها أن لا تُكمل، الأمر واضح، أحس بنوع من الإحراج، وعَدّل من جلسته. تمتم مع نفسه، الحمد لله لم ينتبه أحد، الكل غارق في همومه وهاتفه الذكي…
مابك أخائف أنت من الناس؟… قهقهت بصوت مسموع وبعدها دون سابق إنذار، أجهشت بالبكاء…ترجاها أن تضبط أعصابها وقدّم لها كلنكس، ووعدها أن يستمع إليها، ويواسيها بشرط أن تهدأ..!
اعتذرت وطال السكوت والسكون لأزيد من نصف ساعة، إلا أنها عاودت الكلام:
ماذا أقول وبماذا سأبدأ؟ لأزيد من خمس سنوات وأنا على هذه الحال من مدينة لأخرى ومن “باطرونة لباطرونة ومن قْصارى لقْصارى” حتى أفراد أسرتي لا يعلمون مكاني؟ وما حل بي؟ وما صنعت بحياتي؟
لا تعتقد أخي- يظهر أنك رجل طيب – أنني اخترت هذا المسار عن طيب خاطر، لقد كنت دائما الأولى في دراستي إلى غاية الثانية ثانوي باكالوريا.
حينها ضحك عليّ ذاك” لي ما كيتسمى…الوحش الحيوان بْغيت ليه العذاب في الدنيا قبل الآخرة”.
لقد كنت صَبِيّة جميلة، تملؤها الحيوية والحشمة والوقار، والكل يتنبأ لي بمستقبل زاهر، وليس في ذهني إلا الاجتهاد، والمواظبة للحصول على نتائج مرضية…لكن ذاك الحيوان دمّر حياتي. كان دائما يترصدني ويعترض طريقي.. فوعدني بالزواج والسعادة وأن يرسل الوالدة المقهورة للحج.
فكان ماكان تزوجنا، وما هي إلا أشهر حتى نعتني “بالبرهوشة لي مكتعرف والو”؟
الويل لكم أيها الرجال تريدون كل شيء. “سنان الحليب، الجمال، الدلال، وملء البطون بما لذ وطاب… !!”

   الذئاب البشرية تختار الفريسة بعناية فائقة، يفعلون كل شيء حتى تسقط بين مخالبهم، فينهشون لحمها و عرضها بلا شفقة ولا رحمة، بعدها يرمونها رمية الكلاب، وينعتونها بأبشع الأوصاف فيبحثون عن ضحية أخرى.
تطلّـقتُ مرتين وأنا دون العشرين. عملت في الحقول والضّيعات وحتى في المنازل، ولكن شياطين الإنس في كل مكان...

بعدها “خرجت ليها ديريكت كنبيع لحمي باش نعيش..هذا معطى الله”
الحياة يا أخي قاسية والمجتمع لا يرحم…يُطبِّلون ويزمِّرون، عن حقوق المرأة صباح مساء،المناصفة، حقوق المرأة المساواة…!!
نعم للموظفة، للقوية، أما الجاهلة وبلا سند، فليس لها حقوق..!!
كما في بعض مناطق الأطلس ليس لنا بالبث والمطلق حقوق، حتى نصيبنا المشروع في الإرث لا نستطيع المطالبة به وإذا طالبنا به، يسْتعْدِينا الجميع…!!
أما عن زواج القاصرات، الهدر المدرسي، المطلقات، الأشغال الشاقة، ضرب النساء، العنوسة،…حدِّث ولا حرج.
كانت تتحدث والدموع تنهمر من عينيها دون توقف…
تفَهّم الوضع وحاجتها للكلام والفضفضة، وتمنى لها السعادة وتغيير الحال….بيد أنه صارحها في الأخير، أن لا شيء يبرر ما أقدمت عليه، لأنه انتحار بطيء وخاتمته معلومة.
أمثال ليلى للأسف بالآلاف، ومن مختلف ربوع الوطن. أيديهن ممدودة ينتظرن مُحسنا عطوفا ووطنيا، ينتظرن مؤسسة، جمعية مهتمة لخلق مشاريع اقتصادية ربحية وليس خيرية مدروسة….،
ينتظرن من ينتشلهن من براثن الفحش والرذيلة، لأنهن ببساطة شريحة اجتماعية من الوطن تحتاج إلى المساعدة.
عن قصة حقيقية
يُتبع
حميد الشابل

الاخبار العاجلة