خالد بلبعير
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه الاسطر ولكن الغيرة هيجت امواج البوح، من جديد”.
تكأثرت في الاونة الاخيرة ظاهرة الكتابة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، بصفة اعلامي(ة) و اصبح الاعلام مفتوحا لمن هب ودب لا تحكمه قواعد او اسس مبنية على التكوين و الممارسة.
اصبح هذا الباب معبرا بعيدا عن المساءلة مراقبة هوية العابرين منه، واصبحت بعض المواقع تمنح تأشيرتها لاشخاص لا يفقهون في الاعلام شئ وشكلت لهم متنفسا الابراز مواهبهم الفاشلة في الكتابة في مواضيع لا اساس لها من الصحة، لقد اصبح العالم الازرق يستغل بشكل عشوائي يحرف الحقيقة ويزرع الفتنة.
يجب ان نعلم أنه ليس كل من يحمل كاميرا عصرية أو هاتف ذكي ليس باعلامي، في الحقيقة معظم المتتبعين لا يفرقون بين الاعلامين وحاملي الهواتف الدكية، لكن لازال البعض لم يميز بشكل ملموس بين الاعلامي الذي يبدء مساره عبر العبور من محطات دون ان يتوقف قطاره ولو فترة استراحة، و بين من يهوى التضليل و التحريف و البحث عن “البوز”.
إن المتتبع للاعلام يشاهد و يلاحظ الموضوعية والحيادية في العمل الاعلامي، في مقابل ذلك تحول الإعلام و الصحافة الى تطبيل وتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، واسترزاق على حساب شرف المهنة بالاضافة الى المحتوى الركيك والمخالف للقالب الصحفي الصحيح، ربما من اسباب تزايد ظاهرة المتطفلين ” المرتزقه”.
مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في تسلل بعض المتطفلين الذين لايملكون الأسس الصحفية السليمة والدراسة الاكاديمية أو حتى الممارسة اليومية.
لقد اكتسبت القليل من هذه الأسس عن طريق الممارسة و استشارة زملاء المجال، لقد أصبح العمل الاعلامي مهنة من لا مهنة له واصبحت صياغة الخبر الصحفي في مهب الريح.
في بعض الاحيان نستفيد من مقالات بعض حسابات “السوشيال ميديا”، لكونهم يقدمون محتوى جيد يبدعون فيه، ولا يزيفون الحقائق للمتابعين ولديهم هدف واضح في المحتوى بشكل ملموس، دون تلميع أو تزييف وهو حق مشروع لكل مجتهد مبدع، ولم يدع صاحب إحظى هذه الصفحات بأنه إعلامي.
وفي الختام، إذا كان طموح الدولة هي ضمان سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بشكل ديمقراطي، فهدف المجتمع والصحافة المستقلة هو إحكام القبضة على صحافة الاسترزاق وتعجيل خطواتها ما أمكن للوقوع في المستنقع، و فضح كل منتحل صفة إعلامي، الذي لا تحكمه أخلاقيات العمل الصحفي والضمير المهني.
و في الأخير يمكن القول أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية”، وهي عبارة شائعة الاستعمال، بَيْد أن المهم هو أن يكون الجميع مستعداً لقبول الرأي الآخر، يجب أن نتقبل أي نقد بصدر رحب بدون الدخول في تحد بأن يقتنع الشخص أو لا، فهنيئاً للمغرب للمغاربة الشرفاء بنعمة الأمن والاستقرار، والتي لا يعرف ولا يُقدر قيمتها الفعلية إلا من فقدها.