سقوط الشيخ سعد

admin11 يونيو 2022آخر تحديث : منذ سنتين
admin
اقلام حرةميدلت
سقوط الشيخ سعد

عندما ندمر انفسنا عبر تحويلها إلى ساحة صراع أكبر من مواجهة الآخر. لعل أقوى المعارك وأصعبها هي التي يخوضها الشيخ الورع ضد نفسه، كيف لا وهي تجمع خصمين متشابهين ومتطابقين، حيث تحاربه نفسه بنفس الأسلحة التي حارب هو بها غيره يوما ما وكسب المعركة لصالحه. إنها المعركة التي كان يهابها والتي لطالما تفادى خوضها، فلا أحد يرغب في مجابهة أناه ليتيه بين ما تفرضه الأنا العليا وما يمليه( الهو )فيعيد التساؤل من جديد عن حقيقة كون الشيخ مسيرا أم مخيرا. ولعل الشيخ لم يعش تجربة الوقوف أمام روحه العارية سواء كانت روحه أم روحا أخرى صادفها في زحام الحياة، بل ولم تسنح له الفرصة أن يكتشف أنها تجربة تضاهي جرأة الوقوف أمام جسد مكشوف حيث يظل للدهشة الحظ الأوفر بين ما تحمله التفاصيل من مفاتن وندوب تحمل في طياتها كما هائلا من الحكايات التي حجزت في دهاليز الماضي والنسيان. يبدو أن نفسية الشيخ الهرم اليوم ليست كأي نوع أخر خلال أرض المعارك، بل إن أصعب المعارك الحقيقية تدور داخل نفسيته، تشتت أفكاره وتعلوا بهمته و تنحط به الى مرتبة متأخرة في سلم الاوليات تارة اخرى خلال حرب عقلية أو غراءزية اعلنها وكانت خطأ على الأمير وهو ما لم يعتد ذالك في حياته، نعم لم يعتد الشيخ خيانة الرفاق حسب هواه.لم يعتد الشيخ ان يبقى وحيدا معزولا هو وهارون أخاه وعصاهفكانت معارك النفس داخل شخصية نفسه تحدث باستمرار. وصعوبة الحرب النفسية الذاتية، هو شيء واحد، ألا وهو الشعور بالانقسام على الذات. حيث تبدأ شخصية الشيخ في كراهية نفسه أحيانًا. وأحيانًا أخرى يمل من فكرة أن هناك صوت داخلي يزعجه عندما يفعل أي شيء، أو قبل أن ينام ويظل بالساعات يفكر. شعور دائم بالقلق وعدم القبول للذات مما ينتج في الأخير شخص مشوه وصعب المراس. كل هذه الأعراض والأمراض تكثر وتتعاظم داخل نفسية الشيخ.إن لم يستطع أن يوقف المعارك التي بدأها ضد الاتباع والمريدين اولا والذين عبروا النهر وشربوا منه بعد أن قام بتكفيرهم. ساتيكم ببقرة بيضاء تسر الناظرين قالها الشيخ للاتباع لكن كفروا به واعلنوا الثورة ضده وضد كل من يحمل حتى إسمه.فطارت حمامة الشيخ وتمزقت طلاميس سحره امام لجنة التحكيم وانسحب الجمهور ساخرا وألقى الشيخ عصاه السحرية والأزمة تحدث داخله. فإما يزعن لما تطلبه نفسه أو يقاومها لحد أن يمنع أي رغبة داخلية لاتجاه الحرب النفسية التي يعانيها ومن هناك ينكب على معارضة الأمير. كأنه من قام بكل ازماته النفسية معلنا كل التمرد على الذات وعلى الامير. اين قبيلتك وكل المريدين يا شيخ ؟ قالها الامير أخيرا بعد أن اعلن الشيخ التمرد عليه. اثناء انسحاب كل الاتباع والمريدين فصار الشيخ وحيدا على بغله والذي ارهقته السنين وتضاريس وجود المعارك.معركة اليوم يا شيخ هي معركة حضارية وعمل على أرض الواقع وليست كولسة البلوكاجات بطلاميسك السحرية بالأمس. انت ياشيخ تواجه من يخافه الجن بعصمته ونزاهته فالقي عصاك أيها الابله وامضي.فالامير محصن بالعمل والمعقول ولا يهابك انت وبغلك الهرم.لقد فزت يا شيخ على شيخ اخر في جهة اخرى.لكن ليس مع الأمير.

الاخبار العاجلة